كانت الفنانة "داليدا" مُحقة
عندمـا تغنت بهذه المدينة الجميلة، بقولها: "يا إسماعيلية يا
إسماعيلية..أحب أزورك في المغربية أركب فلوكا انا وحبيبي ونغني غنوا
السمسمية"،، المدينة الجميلة تجملت أمام كل جنسيات العالم عندما استضافت
مباريات المجموعــة الرابعة لمونديال العالم للشباب تحت 20 عام والتي يوجد
فيها جنسيات أفريقية "غانية" وجنسيات بريطانية "إنجليزية" وجنسيات لاتينية
"أوروجوانية" وجنسيات أسياوية "أوزباكية"...
المدينة
الهادئة أثارت اعجاب البشر الذين لا يعجبهم العجب العجاب، الإنجليز قالوا
كلمتهم، وعبروا عن إعجابهم بمدينة برازيل مصر، فيكفي ما قاله لنا المدير
الفني للمنتخب الإنجليزي للشباب "بريان أستيك" ان الجو في الإسماعيلية لا
يُعلى عليه، والحياة هادئة وجميلة، والشاطيء مُذهل وغيرها من كلمات مُشيدة
بتنظيم الإسماعيلية للحدث.
ونحن
في طريقنا للإسماعيلية على الطريق الصحراوي .. لم أتابع الطريق كثيراً ..
لم اهتم بالمدة .. قدر اهتمامي بمباراة إنجلترا وغانا التي انتظرها على
أحر من الجمر كي أرى مهزلة إنجليزية جديدة من مهازل منتخبات
شبابها.. وكي أتحدث مع المدير الفني لهذا المنتخب والذي أشفق عليه لعدم
مساعدة المسئولين عن الكرة الإنجليزية له، بمنحه لاعبين متميزين من
الأندية الإنجليزية الكبرى للمشاركة في هذا الحدث.، وفي تلك الأثناء فكرت في الاستماع لإذاعة الشباب والرياضة للحصول على بعض المستجدات.. مّرت دقائق وفجأة انقطع الإرسال .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فحولت
إشارة جوالي إلى بعض الأغاني الفيروزية.. فلا يوجد عليه سوى أغاني هذا
الصوت الملائكي -إن جاز التعبير- .. ولكني كنت احتفظ ببعض الأغاني المصرية
.. مرت أغنية تلو الأخرى .. شط إسكندرية ثم أنا وشادي.. ثم سألتك حبيبي
لوين رايحين..ووقت تطلعي من النافذة وجدت لافته ضخمة مكتوباً عليها (الإسماعيلية عروس القنال)..
انتهت احدى اغاني فيروز من هنا وجاءت أغنية لمحمد فؤاد من هنا .. وكأن
الموقف "متظبط" ..فمحمد فؤاد هو ابن من أبناء هذه المدينة البرتقالية.. عبرنا محطة الغاز في مدخل المدينة
.. لنمر ناحية جامعة الإسماعيلية .. وأرى لافتات قماشية ترحب بالسادة
الضيوف.. لم أر هذه اللافتات القماشية بهذه الغزارة إلا في الإسماعيلية
..وإن كان فيها شيء من السلبية حيث تقول إحدى اللافتات: "مرحباً بالسادة وفود الفيفا بالإسماعيلية في كأس العالم تحت 20 عام"
.. بالعربية ثم مترجمة بالإنجليزية .. أمر غريب .. أيفهم الأخوة وفود
الفيفا العربية .. وحتى لو يفهم رجال الفيفا العربية هل يجيدون القراءة
والكتابة بها ؟؟ أعتقد كل ما يعرفونه هو "شكراً.. والسلام عليكم.. وأسف ..
ومبروك"!! امــر تعجبت منه .. اللافتات مكتوبة باللغتين ..
الإنجليزية والعربية ... في كل مكان .. ليس في مدخل المدينة فحسب .. مع كل
خطوة .. الأمر برمته جيداً لكن ليس متميزاً .. فجُل منتخبات المجموعة
الرابعة ليسوا عرب .. ووفود الفيفا ليسوا عرب
ايضاً .. لو كانت كل اللافتات بالإنجليزية لكان الأمر رائعاً لا سيما انها
تخاطب أوناس معينون وليس أهالي المدينة الكرام.. وكان سيكون الأمر أفضل لو
كتبت باللغة الإسبانية حيث يوجد منتخب أوروجواي والأوزباكية.!! على
أي حال وصلنا طريقنا إلى ستاد الإسماعيلية الذي ظهر في أفضل حالاته قبل
لقاء أوروجواي وأوزبكستان وغانا وإنجلترا.. حضر حوالي 14 ألف متفرج..منهم
6 آلاف من رجال الجيش.. رحب
بنا الشباب المتطوع باسلوب جميل ووفروا لنا كل سُبل الراحة لأداء
مُهمتنا.. ووجدت الجميع يعمل في صمت وهدوء وللحق كان المركز الإعلامي في
الإسماعيلية هو الأكثر هدوءاً ومساعداً على أداء العمل الصحفي بنسبة 100%،
وهذا لأن يتقلده رجل مُحنك في حقل الصحافة والإعلام المصري يُدعى "كان يُعامل الجميع على انهم أصدقائه، يرشدهم ويساعدهم ويعمل على توفير الهدوء لهم. بصراحة لم أعر لكل هذا ذلك الاهتمام الكبير إلا عندما توغلت في أحشاء الاستاد، فقد سحبت كرتين من الكروت التالية:
1- كارت المرور إلى مقصورة الصحفيين في الملعب
2- كارت المرور إلى قاعة المؤتمرات الصحفية
3- كارت المرور إلى المنطقة المُختلطة
سحبت الأول والثالث فقط .. ونسيت سحب الثاني .. وجل من لا يسهو.. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عندما
ذهبت إلى المؤتمر الصحفي اكتشفت انه ليس بحوذتي كارت المرور إلى المؤتمرات
الصحفية ..فرفض المسئول عن عبور الصحفيين إلى القاعة السماح لي بالدخول
لأنني لا أحمله.. رغم ان الأمر سلبي بالنسبة لي
ويؤثر على عملي إلا انني كنت في قمة السعادة لوجود هذه الصرامة من الشباب
العامل في الاستاد.. وهو نفس الأمر الذي قابلته من الفتاة المسئولة عن
مقصورة الصحفيين .. حيث أوقفتني وطلبت مني الكارت ..فأظهرته فتركتني أعبر
في هدوء.. هذا النظام المُحكم
كي لا يدخل دخيلاً في منطقة الصحفيين لم اجده سوى في الإسماعيلية والقاهرة
بهذه الدرجــة من الإمتياز.. فلا زلت لحد الآن أتذكر مهازل السويس ..عندما
وجدت شخص لا يحمل لا بطاقات عبور ولا كارنيه صحافة يصرخ للصحفيين في قلب
مقصورة الصحفيين في ستاد السويس ويقول بأعلى صوته وقت مباراة أمريكا
وألمانيا: "أسمعوا يا رجال الصحافة.. ستاد السويس ليس فيه منطقة واحدة
لشرب المياه .. لا يوجد مياه .. نحن لا نريد مياه ببلاش .. نريدها بفلوس
وماله هاندفع حتى لو سعر سياحي بس نشرب يا جماعة".!!! بغض
النظر عن دخول هذا الرجل منطقة الصحفيين وحديثه بهذه الطريقة .. فمشكلة
المياه حقاً كانت موجودة في الاستاد .. وهذا ما صدمنا به فيما بعد !! هذه السلبيات بكل تأكيد لم تكن موجودة في الإسماعيلية أو بورسعيد والقاهرة والإسكندرية .،، السلبية
الأخرى التي لم أجدها في ستاد الإسماعيلية هي شاشة العرض .. الشيء الوحيد
في كل الملاعب الذي لا يعمل بكفاءة هي شاشة العرض الداخلية لا يوجد فيها
(إعادة للفرص والهجمات والأهداف) عدا الإسماعيلية الوحيدة التي
كانت شاشتها تعرض كل شيء يحدث في الملعب مرة وأتنين وتلاته .. ما دفعني
لأن أشيد بشاشة العرض لأحد المسئولين وأؤكد له أنني سبق وقدمت شكوى لمندوب
اللجنة الإعلامية من الفيفا السيد (بيكا أودريزولا) بأن شاشة العرض لا
تعمل في ستاد القاهرة وبورسعيد والسويس والإسكندرية كما يجب ان يكون ..
لكنني وجدتها تعمل بكفاءة عالية في الإسماعيلية. كل هذا جميلاً جداً..
وما هو أجمل إختيار اللجنة المنظمة في الإسماعيلية لمُترجم متخصص في جميع
اللغات المشاركة في المجموعة،، هذا ما كان يُعاني منه الصحفيين في كل
الملاعب إلا الإسماعيلية التي وجدت فيها شاباً مصرياً إسماعلاوياً يتحدث
اللغات التالية بل ويتقنها:
(الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، الإسبانية، اليابانية، التشيكية، البولندية، الروسية، التركية.. وغيرها من لغات..) لكنه
لم يقل انه يتحدث ألماني .. فقلت له ماذا عن الألماني؟؟ قال انه يعرف
القليل منها وسيذهب لتعلمها على أصولها بعد شهرين تقريباً.. قلت له ماذا
تعرف عن الألماني .. دعني أسألك .. كنوع من التحاذق أو التأكد من مصداقيته
فسألته: Wie heissen Sie ..أي ما هو اسم حضرتك؟ فأجاب: محمد .. ثم قال: Ich spreche ein wenig dutsch .. أي: أنا أتحدث القليل من الألمانية .. قلت له أراك يا صديقي في المؤتمر الصحفي والمياه تكد بالغطاس.. لم يكن في المؤتمر لغات أخرى غير إنجليزية.. فقط الإنجليزية لوجود منتخب إنجلترا وغانا والثنائي يتحدث الإنجليزية .. ولكنه كان رائعاً وتحدث بطلاقة وترجم بسرعة قياسية لم اعدها في بقية الملاعب المصرية. وهكذا
الإسماعيلية تدعونا دائماً لزيارتها خاصةً في المواعيد الكبرى ونتمنى ان
يتحلى جمهورها العاشق للنادي الإسماعيلي بنفس الروح الطيبة التي ظهر بها
اثناء البطولة.. ونترك لكم التعليق..